English

للمرة الأولى: مصر تدفع مقابل تغذية الشبكة الرسمية بالطاقة المتجددة

English

للمرة الأولى: مصر تدفع مقابل تغذية الشبكة الرسمية بالطاقة المتجددة

شيك لهشام توفيق من شركة "شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء" مقابل تغذية الشبكة الرسميّة بالطاقة المتجدّدة. (الصورة من حاتم توفيق)

بعد شكوك كثيرة حول التزام الحكومة المصرية بوعدها حيال محطات الطاقة الشمسية على السطوح، سبّب نشر صورة شيك على موقع "فيسبوك" - يرافقه تفسيرٌ يشرح أنّه" المبلغ الأوّل الذي يُدفع مقابل الكهرباء" - ضجّةً كبيرةً على مواقع التواصل الاجتماعي.

نشر الرئيس التنفيذي والعميل لشركة "كايرو سولار" Cairo Solar، هشام توفيق، صورةً لأوّل دفعة يتلقّاها مقابل تغذية الشبكة الرسميّة بالطاقة المتجدّدة feed-in tariff، وتبلغ قيمتها 1874 جنيهاً مصريا (239 دولار) مقابل شهرين من الطاقة التي يبيعها لشركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء NCEDC.

وفي حديثٍ مع "ومضة"، أفاد إبن هشام توفيق والشريك المؤسِّس والمسؤول الإعلامي في "كايرو سولار"، حاتم توفيق، أنّ اهتمام الناس بمنتجات محطات الطاقة الشمسية على السطوح تزايد بعد رؤية الصورة. كما وأنّ "الناس الذين ساورتهم الشكوك سابقاً تأكّدوا الآن" أنّ الحكومة المصرية ستشتري الكهرباء المنتَجة على ألواح الطاقة الشمسية على السطوح.   

في نيسان/أبريل 2013، بنى آل توفيق محطّة طاقة شمسية على سطح منزلهم تُنتج 3 كيلووات من الكهرباء، وأضافوا إليها في كانون الثاني/يناير من هذا العام محطّةً أخرى تُنتج الطاقة نفسها. وفيما موّل هشام المشروع العائلي الذي كلفّه 8300 دولار، قال حاتم إنّ إنتاج كلّ كيلووات يكلّف 1277 دولار في العملة المحليّة.

وفضلاً عن تركيب محطّات طاقة شمسيةٍ على منازلهم الخاصة، بنى مؤسِّسو "كايرو سولار" محطاتٍ تولدّ الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية لستة عملاء آخرين على الساحل الشمالي، في منطقة "السادس من أكتوبر" وفي "التجمّع الخامس"، بحيث تتراوح كميّة الطاقة المنتَجة من هذه المحطات بين 6 كيلووات و16 كيلووات.

وقال حاتم: "أعتقد أنّ اثنين أو ثلاثة من هؤلاء العملاء بدأوا بتزويد الكهرباء للشبكة الرسميّة وهم في انتظار الشيكات الخاصّة بهم."

Cairo Solar A

محطّة طاقة شمسية مركّبة على السطح. (الصور من "كايرو سولار")    

أزمة الطاقة

بعد اندلاع الثورة في مصر عام 2011، عانت هذه الأخيرة من سلسلة انقطاعات في الكهرباء دامت حتى أوائل عام 2015.

وبعد سنوات من الاعتماد على الأساليب التقليدية فقط لإنتاج الطاقة، دفعت انقطاعات الكهرباء الحكومة المصريّة لتبنّي خطة طموحة تقضي بأن يصبح 20% بالمئة من إنتاج الطاقة المصرية في عام 2020 يعتمد على الطاقة المتجددة.  

و في أيلول/سبتمبر 2014، تحدّدت أسعار تغذية الشبكة الرئيسية بالطاقة المتجدّدة FiT على الشكل التالي: لكلّ كيلووات ينتج في المنازل، يكسب المنزل 0.848 جنيه مصري في الساعة. وكلّ محطّة تجاريّة تُنتِج دون 200  كيلووات، تكسب 0.901 جنيه مصري في الساعة مقابل كلّ  كيلووات.

أمّا كلّ محطّة تنتج بين 200 و500 كيلووات، فتكسب 0.903 جنيه مصري في الساعة مقابل كلّ  كيلووات. وفيما يتعلق بالمشاريع التي يفوق إنتاجها 500 كيلووات، فتمّول هذه الأخيرة بالدولار الأميركي بحيث تتلقّى المحطّة التي تُنتج بين 500 كيلووات و20ميجاوات، 13.6 سنتاً أميركياً في الساعة مقابل كلّ كيلووات. وتلك التي تُنتج بين 20 و50 ميجاوات من الطاقة تتلقّى 14.34 سنتاً أميركياً في الساعة مقابل كلّ كيلووات.

أمّا من أجل تحويل المحطّة الذي بنَتها العائلة إلى محطّةٍ مربحة، واستهداف أرباحٍ إضافية مع القانون الجديد، أنشأت العائلة "كايرو سولار" في تشرين الأوّل/أكتوبر 2014.

محادثات معمّقة

فيما تخطّط الحكومة للتركيز على مشروع الطاقة المتجددة، قامَت "كايرو سولار" وشركات أخرى تُنتج الطاقة الشمسيّة بلقاء وزير الطاقة أحمد شاكر، بعد تشرين الأول/أكتوبر 2014، لملاحقة تنفيذ القانون.

وبعد أن أكدّ الوزير لهذه الشركات أنّ المشروع سيُنفّذ، باشرت "كايرو سولار" بالتفاوض مع شركة "شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء" التي وضعت عدّاداً لاحتساب كميّة الطاقة التي تُنتجها ألواح الطاقة الشمسية، كما حازت الشركة الناشئة على ترخيص من هيئة الطاقة الجديدة والمتجدّدة NREA في مصر.

تحصيل الأرباح       

بحسب حاتم، من المتوقّع أن يغطّي المشروع كلفته في السنوات الخمس الأولى، كون العائد على الاستثمار ROI على المشاريع الصغيرة على السطوح تصل نسبته إلى 15%، إذا بلغ المدخول 0.848 جنيه مصري في الساعة لكلّ كيلووات.

أمّا مستقبل "كايرو سولار" فليس في البيوت الخاصّة، ولكن في الفنادق ومحطّات المياه، بحسب حاتم الذي أفاد أنّ "الفنادق التي لا تصل إليها الكهرباء عليها أن تعتمد على مولّدات تعمل على الديزل، ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الديزل في السنوات القادمة؛ لذلك ستصبح كلفة توليد الطاقة لهذه الفنادق مرتفعة جدّاً."

وبالتالي، فإنّ إنشاء نظامٍ هجينٍ للطاقة، يستخدم الطاقة الشمسية والديزل، قد يقلّص استخدام الديزل بحوالي 70%، ممّا يقلّص الكلفة بشكلٍ كبير.

سجلّ "كايرو سولار" الحافل  

من المخطّط أن تبني "كايرو سولار" محطّة طاقةٍ شمسية تُنتج 90 كيلووات لشركة "جنوب الوادي القابضة للبترول" Ganope، كما أنّ قسماً من إنتاج الطاقة هذا سيذهب إلى الشبكة الرسميّة المحليّة؛ وستبني "كايرو سولار" أيضاً خمس محطّاتٍ توّلد كلٌّ منها 25 كيلووات لهيئة "الإمداد والتموين" في الجيش.

Cairo Solar B

تركيب محطة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على السطح.

وقال حاتم إنّ المشاريع التي حصلت عليها "كايرو سولار" تعود جزئيّاً إلى اسم أبيه الذي أسّس المجموعة المالية في مصر "هيرميس" EFG Hermes، كما تعود إلى إثبات قدراتهم في السوق مع الوقت بعدما كانوا قد بدأوا ببطء. وشرح قائلاً إنّ "أوّل بضعة مشاريع برهنت قدرتنا على التركيب، ثمّ قدّمت القطع الأوروبية والصينية التي نستخدمها أفضل معادلةٍ ممكنةٍ بين النوعية والتكلفة."

ومنذ الأول من كانون الثاني/يناير 2015، قامت الشركة بتركيب 115.5 كيلوولت من الطاقة الشمسية، وعملت على تركيب 161 كيلووات إضافية، بحسب سجلاّت الشركة.

تصل في الإجمال عائدات "كايرو سولار" عن عام 2014 إلى 320 ألف دولار، ويتوقّع حاتم أن تصل عائدات عام 2015 إلى 640 ألف دولار.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.