تعرّف على سيرة أيمي موافي خلال بنائها عائلة وامبراطورية موافي معاً
تعد شركة MO4 شركة صاعدة وواسعة الانتشار في مجال المحتوى الإلكتروني وتطوير الويب وادارة وسائل الإعلام الاجتماعي في مصر، والمعروفة أيضا بإسم The Mowafis حيث أسسها الأشقاء الأربعة ايمي وتميم وآدم ووليد، لتطلق عدة مواقع للمحتوى الإلكتروني على غرار "روكت انترنت" Rocket Internet وتدير عمليات تسويق لكبرى الشركات، جمهورها في الأساس هو الطبقة العليا والمتوسطة العليا.
أطلق الأشقاء الأربعة مجموعة من المواقع المتنوعة المضمون، ولاقى أولها والذي كان قد أطلق قبل تأسيس الشركة وهو "تذكرتي" Tazkarty الذي أطلق عام 2009 لحجز تذاكر الحفلات والمباريات، رواجا كبيرا، وسرعان ما انضمت اليه مواقع أخرى تحت مظلة MO4 قليل منها لم يحالفه الحظ بينما حققت الغالبية انتشارا متزايدا مثل Cairo Zoom وهو موقع اجتماعي يرصد حفلات الطبقة العليا وCairo Scene وهي مدونة ترفيهية واجتماعية عن القاهرة وGreater Than Fashion وهو موقع للتجارة الإلكترونية في الأزياء بالإضافة إلى موقع Kiteology الذي سيكون الأول من نوعه لهواة الطائرات وهواة رياضة الشراع.
ايمي موافي (33 عاما) هي المرأة الوحيدة في هذا الكيان؛ بعد عشر سنوات قضتها مديرة تحرير لمجلة Enigma حيث شغلت منصب المسؤولة الأولى عن محتوى المجلة الشهرية المصرية في الفن والموضة، قررت في صيف 2011 تغيير مسار حياتها المهنية ودخول عالم الريادة، والانضمام لامبراطورية "ميم" أو MO4. كان الهدف الأول للشركة بناء كيان عائلي تجاري. وتزامن ذلك مع بناء موافي لكيان أسري صغير بعد زواجها انجابها لطفلة صغيرة أكملت مؤخرا عامها الأول.
التسويق
الاجتماعي
"كنت مترددة جدا اذ لم أعرف شيئا عن الأونلاين بيزنس"، تقول ايمي، فكشركة تجارية تقدم محتوى إلكتروني، كانت الإعلانات هي المصدر الأساسي الذي اعتمده المؤسسون لتحقيق الربح. لكن مع قيام الثورة المصرية، شهدت سوق الإعلانات هبوطا حاداً خاصة في ما يخص مجال الإعلانات الإلكترونية مما جعل موافي تفكر في جذب المعلنين عن طريق اضافة خدمة التسويق الإلكتروني عبر ادارة مواقع التواصل الإجتماعي لصاحب الإعلان ضمن الحزمة الإعلانية أو الـAdvertising Package.
ووجد الفريق سوقاً
كبيرة للإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يمكن للعميل قياس
أثر إعلانه من خلال عدد المشاهدات. "بدأنا بخلق وإدارة شبكات التواصل
الاجتماعي لفندق "سميراميس انتركونتننتال" واليوم لدينا 65 معلنا من
بينهم ثلاثة عملاء في لندن إلى جانب أسماء كبرى هنا مثل "لوريال"
و"سبرايت" و"محمد الصغير" و"داندي مول" حتى أصبحنا وكالة تسويق
إلكترونية كاملة لا تحصر سوقها في مصر بل تنطلق إلى العالم"، تشرح
موافي. وبطبيعة الحال، انعكس التوسع على فريق العمل الذي زاد من أربعة
أشقاء ومبرمجين اثنين إلى أربعين موظفا.
العمل بعد الإنجاب
كان التحول الذي مرت به موافي في العامين الأخيرين لتصبح اليوم رائدة أعمال، تحولاً كبيراً جداً. ففي أواخر فترة قيادتها لفريق تحرير "إنيجما"، كتبت أحد أشهر وأنجح الكتب في أوساط الشباب المصري وهو كتاب "فيميل" Fe-mail باللغة الانجليزية تحكي فيه تجربتها كفتاة مصرية تبحث عن الحب والارتباط والزواج في المجتمع المصري. وقدمت بعده برنامجاً تليفزيونياً عن الحب والزواج على إحدى القنوات الخاصة، ثم تزوجت وأنجبت ابنتها "مايا".
"تغيرت الأولويات لكنني ممتنة لحقيقة كوني أما. أنا أعمل الآن لابنتي لأكون مثالها الأعلى،" تشرح موافي قائلة ان مايا تجلس أمام الحاسوب وتلعب على أزرار لوحة المفاتيح مقلدة أمها.
"كنت دائما أول من يصل الى المكتب وآخر من يذهب"، هكذا تتكلم موافي عن نفسها خلال عملها في MO4، وهو يمثل في نظرها كفاحها الخاص لبناء مصر جديدة بدلا من هروب البعض الى الخارج. لا يمكنك ألا تلاحظ مدى حب موافي لأشقائها الشباب الثلاثة (تميم وآدم ووليد)، وكلهم في العشرينات من العمر، وقوة العلاقة التي تربطهم ببعض، ورغبتها وعملها الدؤوب الآن لبناء اسم لعائلة موافي.
وترى سيدة الأعمال الشابة أنه لم يكن بإمكانها أن تصل إلى ما وصلت إليه من دون دعم أسرتها سواء زوجها يوسف الذي يبدي تفهمه لأبعد الحدود كما تحكي عنه، أو والدتها التي تحتضن الطفلة الصغيرة في الوقت الذي تصعد فيه موافي طابقين فقط لمقر الشركة للعمل.
لكن على الرغم من هذا الدعم، تحمل موافي احساسا بالذنب. فهي تشعر دائما بتقصيرها تجاه صغيرتها، ما يسبب لها أحيانا بعض الانهيارات ووصلات البكاء بسبب الضغوط التي تشعر بها تجاه العمل وتجاه زوجها وابنتها، لكنها تعود سريعا لعملها اليومي، مدركة أنها ستخذل الكثيرين ممن وضعوا ثقتهم فيها اذا تركت العمل.
"لا يمكن للمرأة أبدا أن تكون كل شيء، لا تستطيع أن تطبخ وتقوم بالواجبات المنزلية وفي نفس الوقت تكون زوجة وأما وصاحبة عمل من الطراز الأول"، قالتها ايمي وإن كان وضعها الآن لا يختلف كثيرا عن وضعها قبل الزواج أو حتى عندما كانت في عملها السابق حيث كانت لا تقوم بأي أعمال منزلية أو تدخل المطبخ.
وفي نهاية لقاءنا، فاجأتنا ايمي بأنها الآن مستعدة لإنجاب طفلها الثاني، مؤكدة أنه لو عاد بها الزمن للوراء لكانت ستنجب مبكرا وكانت ستضع الإنجاب في أولوياتها.