English

هل ينافس جهاز تونسي جوجل نست؟

English

هل ينافس جهاز تونسي جوجل نست؟

لا يبدو ان طموح رواد الاعمال التونسيين محدوداً أكثر من غيره، ما أثبتته الشركة الناشئة التونسية "شيفكو" Chifco وغيرها (هنا وهنا). هذه الشركة المخصصة بالـ"منزل المتصل" Connected Home على بعد خطوة من اطلاق نسختها النهائية بعدما تمكنت من ابرام شراكة أساسية مع شركة توزيع كبيرة. حالياً الفريق في صدد الاعلان عن جولة تمويل من الممكن ان تصل الى 780 الف دولار امريكي. اجتمعنا مع امين شعيب، مؤسس شركة "شيفكو"، للتحدث عن مسيرة شركته الناشئة.

التقيت امين في مقهاً باريسي يبعد مبنى واحد عن المدرسة التحضيرية المرموقة التي حضرها قبل عقدٍ من الزمن. حُلُم امين وطموحه في الحياة هو ان يصبح رائد اعمال. بعد ان حصل على شهادتي ماجيستير، الاولى في الهندسة، واالثانية في مجال الأعمال التجارية بالاضافة الى عمله كمستشار في فرنسا حقق حلمه واطلق شركته الخاصة "شيفكو".

نهج جديد للمنزل المتصل

تقدم شركة "شيفكو" صندوقاً يسمح للمستخدمين قياس حجم استهلاك الاجهزة المنزلية للطاقة، اضافةً الى التحكم بها وبالتالي التخفيض من استهلاكها.

لذلك، على المستخدم تثبيت اجهزة استشعار على منظم الحرارة thermostat ومنافذ الكهرباء مما يسمح للصندوق بجمع معلومات من اجهزة الاستشعار عن استهلاك الطاقة لكل جهاز متصل بمنفذ الكهرباء ومعلومات عن نظام التدفئة. سيتمكن المستخدم من خلال قراءة المعلومات ومقارنة استهلاك الطاقة لكل جهاز بتقدير الفواتير وتلقي تنبيهات عند الوصول الى حدود معينة من الاستهلاك بالاضافة الى امكانية جعل الصندوق يتخذ قرارات تلقائية مثل اطفاء الانوار عند ساعة معينة، ادارة الحرارة عند ترك المنزل او التحكم بالاجهزة المتصلة بالكهرباء.

وعلى المدى الطويل، ينبغي على "شيفكو" تقديم حلول لقطاعات اخرى في مجال الامن والصحة حيث ان موقع الشركة يقوم مسبقاً بتقديم برامج وتطبيقات خاصة بالصحة. كما تقدم "شيفكو" خدمة التواصل مع الموظفين لمساعدتهم على تنظيم وتحسين فواتير الطاقة الخاصة بهم.

يوضح شعيب ان تثبيت اجهزة الاستشعار عملية سهلة لا تتطلب اخصائي وتبلغ قيمة المعدات كاملةً حوالي 194 دولار امريكي اضافةً الى رسم الاشتراك الشهري.

الفكرة وراء "شيفكو" ليست جديدة حيث توجد شركات اخرى تقدم منتجات وخدمات مماثلة مثل شركة "نست" Nest في الولايات المتحدة الامريكية التي استحوذت جوجل عليها، او شركة "هوم" Home من "اس اف ار" SFR في فرنسا. ولكن هذا لا يخيف شعيب، الذي يقول ان الأهم هو التنفيذ والتوزيع.

مرحلة الانتقال من النسخة التجريبية

تقدم الشركة اداء جيد في ما يخص توزيع المنتج حيث اعلنت عن شراكة مع شركة اتصالات التي ستهتم بتوزيع خدمات "شيفكو" كجزء من صفقة لتقديم عرض ثلاثي ( انترنت + الهاتف + المنزل المتصل).

ستتكفل شركة الاتصالات باعلانات الشركة عبر التلفاز والراديو اضافةً الى بيع المنتج وخدمة العملاء التجارية وبالمقابل ستهتم "شيفكو" بالدعم التقني وتطوير المنتج، غير انه من الممكن التوصل الى اتمام صفقات شراكة مع شركات اخرى. في الوقت الراهن، يمكن للاشخاص والشركات الراغبة بالحصول على "شيفكو" طلب صندوقهم عبر الانترنت.

التوسع هو المفتاح

الامر الذي لا يخيف شعيب هو ان اذا سارت الامور وفقاً للخطة التي انشأت  لهذه الشركة ستتمكن الشراكة من استقطاب عدد كبير من المستخدمين بسرعة وبوقت قصير، يقول شعيب بكل ثقة "عليك ان تكون منظّم وجاهز للنمو".

لتحقيق هذا الهدف، بدأت الشركة اختبار منتجاتها في مرحلة تجريبية لحوالي 30 أسرة في فرنسا والولايات المتحدة، وتونس، بالاضافة الى مكاتب مايكروسوفت في تونس التي أدت بهم إلى تبسيط الواجهة، وتحسين التفاعل بين المستخدم والخدمة، وتحسين خدمة العملاء وخلق منصة CRM من شأنها أن تساعد المستخدمين المستقبليين الاطلاع على الخدمة والتأقلم معها.

كما بدأ شعيب بتنظيم الشركة لتكون قادرة على دمج موظفين جدد بسهولة ليساهموا بنموها التدريجي. في الوقت الحالي، تملك الشركة 20 موظفاً يعمل معظمهم في"ار اند دي" R&D ويعمل الجزء الاخر في التوزيع والاندماج والاستشارات.

الحفاظ على الثبات

يقول شعيب "للتعامل مع هذا المشروع الطموح ولتخطي السنوات الاولى الصعبة، من المهم ادارة رأس مال الشركة بحكمة."

قرر شعيب العودة إلى تونس في وقت مبكر، وهو كان قد بدأ شركته بنموذج محلي الصنع وبحوزته مبلغ حوالي 3100 دولار امريكي، للحد من نفقته والعثور على المواهب، والاستفادة من منحة من الوكالة الفرنسية للتنمية (إحدى المنظمات الفرنسية التي تعنى بالاستثمار في الخارج)، والاستفادة من اتصالاته في وطنه. وقد حصلت الشركة على تمويل حوالي 130 الف دولار امريكي فازت بها عن طريق مسابقات للشركات الناشئة في فرنسا، تونس والولايات المتحدة الامريكية. يقول شعيب "يوجد فرص تمويل في تونس لشركات من حجم شركتنا اكثر منها في فرنسا" ويضيف مبتسماً "عليك فقط  ان تبني علاقات جيدة".

لكن شعيب لم يكن يعتمد فقط على التمويل بل اعتمد على صفقات قامت بها الشركة مع العملاء. ويوضح رائد الاعمال ان الشركة استطاعت بفضل الصفقات مع العملاء الذين حالياً يبلغ عددهم 10 تغطية 40 % من نفقاتها.

عمل رائد الاعمال على ضمان تطوير الخدمة واطلاقها عن طريق البحث عن مستثمرين جدد وبناءً على قوله ان الرسائل التي تلقاها تمكّن الشركة من الحصول على تمويل بين 520 الف و780 الف دولار امريكي.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.